محمود درويش فقبد الكلمة

مع محبتي محمود درويش كلمات خطها بسحر أنامله على نسخة من ديوانه كزهر اللوز أو أبعد لقاء لم يدم أكثر من دقيقتين ، تكثفت فيهما كل ما يقال وما لا يقالكان اللقاء في دمشق عشق درويش ، مدينته التي ما إنفصل حبله السري عن مشميتها سألني عن اسمي ،تلعثمت وكدت أن أقول له عاشقة من فلسطين أو عصفورة لم تمت مصادفة في الجليل أو رقصة فرح بين شهدين أو محبة للحياة إذا ما استطعت اليها سبيلا.فكان اسمي خط اسمي واسمه على بياض الورق لم أرد أن أقتحم هدوءه الاستثنائي خطه باصابع وقلم ملأ الدنيا وشغل الناسهل أنا أمام محمود درويش بحقهل أنا أمام اعظم قامة شعرية في العالم يقال الشعر ديوان العرب ويقال أن محمود درويش قد أقفل باب الشعر من بعدهأنا ، أمام من رسم خارطة فلسطين بكلمات كنعانية و ألوان جليلية أنا ، أمام من تحدى الموت وهزمه بشعره أنا أمام مبدع الهوية الفلسطينية وخالق التحدي وباعث طائر الفنيق من جديد.نزعت من عنقي خارطة فلسطين ورسم حنظلة وكانت اغلى ما املك من أغلى من فقدت .ومن أغلى من محمود درويش ومن أقدر من محمود درويش ومن اكثر من محمود درويش يستحق ان يمتلك أغلى ما أملك من أغلى من فقدت.فهو من صان فلسطين بقلبه هو من حمل شعبه في شعره هو من وضع القضية الأعدل في كل المحافل من قرية البروة المهدمة إلى قصور الثقافة في عواصم العالم إن محمود درويش هو الأقدر على صون تلك الخارطة التي كنت أملك.س